هذه الأكلة جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لسكان غات، تُحضّر في المناسبات الاجتماعية والأعياد، حيث تعتبر رمزًا للكرم والضيافة، كما تُقدّم في المناسبات الكبيرة مثل الأعراس والأعياد، مما يعكس كرم أهل غات وترحيبهم بالضيوف. تُقدّم أكلة الفتات عادةً في صحون كبيرة يتشارك فيها الأفراد، مما يعزز التواصل الاجتماعي.
في شهر رمضان والأعياد الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، تُحضّر أكلة الفتات كجزء من الاحتفالات، حيث تُعتبر طبقًا رئيسيًا يُجمع حوله الأهل والأصدقاء.
من الناحية التراثية، الفتات هي طبق يعود إلى قرون مضت، حيث كانت تُحضّر في البيوت الليبية التقليدية باستخدام مكونات بسيطة ومتوفرة مثل الخبز الجاف واللحم والتوابل. هذه المكونات تعكس حياة البساطة والاعتماد على الموارد المحلية.
في مدينة غات، حيث الموارد محدودة، تُعتبر أكلة الفتات تعبيرًا عن قدرة السكان على التكيف مع البيئة الصحراوية. الخبز الجاف الذي يُستخدم في الفتات كان يُحفظ لفترات طويلة، مما يجعله مناسبًا للحياة في الصحراء حيث الموارد محدودة.
تحضير الفتات يعتمد على طرق تقليدية توارثتها الأجيال، حيث يتم طهي اللحم مع التوابل وإعداد المرق بشكل يدوي. هذه الطريقة تعكس الحفاظ على التراث الليبي الأصيل.
من الناحية التاريخية، الفتات هو طبق مرتبط بتاريخ ليبيا القديم، حيث كانت تُحضّر في المناطق الجنوبية منذ زمن طويل. هذه الأكلة كانت تُحضّر من قبل القبائل البدوية التي سكنت المنطقة، حيث كانت تعتمد على اللحم والخبز كغذاء أساسي.
استخدام (الباقول) في تحضير الفتات يعكس التمسك بالطرق التقليدية في الطهي. الباقول هو فرن طيني تقليدي يُستخدم منذ قرون في ليبيا، ويعكس استخدامه الحفاظ على الطرق التقليدية في الطهي، والتي توارثتها الأجيال. في مدينة غات يُعتبر الباقول أداة عملية وفعّالة لتحضير الطعام، حبث يتم تسخينه باستخدام الحطب أو الفحم، مما يجعله مناسبًا للحياة في المناطق الصحراوية.
تحضير الفتات على الباقول يتطلب مهارات خاصة، حيث يجب التحكم في درجة الحرارة ووقت الطهي لضمان الحصول على النكهة المطلوبة. هذه المهارات تُنقل من جيل إلى آخر.
